علم تركيب الأدوية. وهو علم قديم قدم الحضارة; فقد عثر الباحثون على وصفة طبية مصرية مدونة على ورق البردي, ترقى إلى العام 3300 قبل الميلاد. والواقع أن فن الشفاء القديم كان شديد الصلة بالطقوس الدينية, ومن هنا كانت وظيفة الطبيب مرتبطة ارتباطا وثيقا بالكاهن والساحر أو المشعوذ. ومع تقدم الحضارة انفصلت وظيفة الطبيب عن وظيفة الكاهن والساحر بعد أن فقد الناس الثقة بالرقى والتعاويذ التي كانت تصطنع في معالجة معظم الأمراض. ولكن الصيدلة لم تنفصل عن الطب فكان الطبيب, طوال قرون عديدة, طبيبا وصيدليا في آن معا. وتجمع المصادر الغربية على أن الأمبراطور فريدريك الثاني, رأس الأمبراطورية الرومانية المقدسة (1220 - 1250), كان أول من وضع أنظمة فصلت الصيدلة عن الطب وأوجدت رقابة رسمية على تركيب الأدوية. والواقع أن العرب سبقوا الغربيين إلى ذلك كله. بدليل ما جاء في المصادر العربية من أن نفرا من الصيادلة عمدوا في صدر الدولة العباسية إلى غش الأدوية والتلاعب بها فأصدر الخليفة المأمون أمرا يقضي بامتحان أمانة الصيادلة. حتى إذا رقي المعتصم عرش الخلافة أمر بأن يعطى الصيدلي الذي تثبت أمانته شهادة تجيز له العمل في هذا الحقل. هذا, وقد تكرس انفصال الصيدلة عن الطب في العصر الحديث بإنشاء الكليات المخصصة لتخريج الصيادلة. وإنما أنشئت أولى هذه الكليات في مدينة فيلاديلفيا بالولايات المتحدة الأميركية عام .