مَن هي صديقتي؟؟
هي التي أشعر معها وكأنني أخلو بنفسي
هي التي أتحدث إليها وكأنَّها ((أنا))
هي التي تفهمني قبل أن أنطق بالكلام
هي التي تفرح لِفَرَحي وتتألم لِألَمي
هي التي تحفظ أسراري وكأنها لم تسمعها مني
هي التي تؤثِرني على نفسها دون أن أطلب منها ذلك
هي التي تنصحني بإخلاص مهما عارَضتُها،فالصداقة مُشتقة من (الصِّدق)
هي التي إن رأتني على الحق ساعدَتني،وإن رأتني على الباطل قوَّمَتني
هي التي إذا تفرقنا لأي سبب بقيَت على عهدي مهما طال زمن الفراق
هي التي إن رأت مني عيباً سترَتْه ،وإن رأت مني محاسن ذكرَتها
هي التي تصبر عليَّ وتلتمس لي الأعذار ، لسان حالها يقول:
" من طلب صاحباً بغير عَيبٍ عاش بِلا صاحب"!!
وهي التي تماثلني في العمر أو تقترب من عمري
وهي التي يقترب طبعها ومزاجها من طبعي ومزاج
وهي التي تشعر بي وإن كنت بعيدة عنها
وهي التي قد أبوح لها بما لا أبوح به لأقرب الناس إليَّ
ثم بعد ذلك هي تحفظ أسراري وكأنها لم تسمعها أبد
وهي التي لا تحرمني من رأيها ومشورتها حين حاجتي لها.
وهي التي قد لا تشاركني أفراحي، ولكنها
تكون أول من يساندني في أوقات أحزاني
الحاجة وهي التي قد تؤثِرُني على نفسها دون تردُّد حين تدعو
وهي التي تعينني على الحق إن رأتني على الباطل ،مهما أغضبني ذلك !!
وهي التي قد لا أراها لفترة من الزمن، ولكن مجرد الحديث إليها يشعرني أننا لم نفترق أبدا
وهي التي تميل إلى الخير قولاً وعملاً
وهي التي لا تسوؤني مصاحبتها لأنها حَسَنة السُّمعة
وهي التي لا تمنعها الدنيا عن التفكير في الآخرة
وهي التي تحفظني في غيبتي
أكثر مما تحفظني في حضوري.
وهي التي ترعى مصالحي في غيابي إن اقتضى الأمر ، ودون
أن أطلب منها
وهي التي إن حاسبَتني كان حسابها يسيرا
وإن أغضبتُها يوماً كان
عفوها قريبا
وهي التي يغلِّف علاقتي
بها الصِّدق والأمانة ....لذلك فهي تعينني على أن أقترب من ربي سبحانه
فإذا فعلت فهي رفيقتي أيضاً في الجنة إن شاء الله
وجارتي على منابر النور حول عرش الرحمن ، وفي ظِلُّه ،
يوم لا ظِل إلا ظِلهّ!!!