فرع من الطب يعنى بمعالجة ضروب الأذى والتشوهات والأمراض بعمليات تجرى باليد من طريق الإستعانة بالآلات الجارحة كالمبضع أو المشرط عادة. والجراحة قديمة, فقد عرفها المصريون منذ العام 2500 قبل الميلاد, على وجه التقريب. ومن بعدهم عرفها الهنود والإغريق والعرب. ولقد كان أبو القاسم الزهراوي أعظم الجراحين العرب على الإطلاق. وقد ابتكر عدة آلات جراحية, وألف كتابا دعاه <التصريف لمن عجز عن التأليف>, وتكلم فيه عن جراحة العين والأذن والأسنان, وعن الفتق والتوليد, وعن تفتيت الحصى في المثانة. كما تكلم عن تعقيم الجراح وتطهيرها بالكي أو ببعض المواد القابضة. ولم يكتف بذلك بل أكد حاجة الأطباء إلى تشريح الأجسام ميتة وحية. ومن الأطباء العرب الذين عنوا بالجراحة ابن سينا; وقد ذكر في بعض كتبه أن السبيل الوحيد للشفاء من السرطان هو الجراحة في أدوار المرض الأولى, وأضاف إلى ذلك قوله إن الاستئصال يجب أن يكون واسعا وعميقا وإن على الطبيب أن يعقم جميع المنطقة الباقية بعد الاستئصال. وفي العصر الحديث تقدمت الجراحة تقدما كبيرا بعد أن استخدم جوزيف ليستر مضادات العفونة واستخدم وليم مورتون الإثير كمخدر.